سبتمبر 02، 2010

أنا راحل


الرحيل

 
انني راحل تاركاً خلفي كل ما لم استطع ان احمله معي وكل ما خفت انه سيختل توازني وانا احمله فيقع مني قررت ان افقده هنا على الرف من غير ان ازعزعه.

زادي النسيان وهمي الفراق وقاتلي الشوق اجتمعوا جميعهم ليشكلوا لي معادلة الرحيل الغير سوية , ما هو باختياري

صدقوني , اتزود بالنسيان لأنسى همي فيبادرني الشوق  قاتلي حين غفلة جاعلاً مني أضحوكة .



انني اليوم اُجر في قعر الهاوية , معركتي الاخيره هناك ومنها قد اعود شامخاً فوق الجبال او يظل السفح السحيق ملاذي الاخير خلالها قد تغيب السنين وتجري الايام وكمن نسيناهم مسبقاً لا زال مجال النسيان قادراً ومتحملاً ومتعطشاً للمزيد من البشر ,



اخترت الرحيل لان الرحيل قارب النجاة الاخير قبل ان اغرق في السيل وتجترني الدنيا فهنيئاً لمن كان وراء اختياري له مجبراً لست مخيراً في نفس العتمة كنت امضي سبيلي وفيها نفسها الأن سأخوض المغامرة مجدداً وسيكون الضياع والتشرد خياراً متاحاً لحالي في يوم من الأيام ..



المنفى


اليوم الى منفاي اسري , منفاي الذي اخترته طوعاً مجبرا , سؤال يراودني  في لحضة شرود اذا كان هذا حال اهل القربى فما حال اهل المنفى معي ؟
لا اريد ان اعرف كل الذي اعرفه ان اي حال اخرى سيكون اقل ضرراً علي من هذا الحال.

أجر خلفي امتعتي مخلوطة بدموعي وأمالي وشوقي ,  تمر في خاطري تلك الانشودة الملائكية ذلك اللحن الرباني يتغنى في خاطري يصول في ذهني فيرقصني طرباً جبراً صوتها الذي اميزة من بين ملايين البشر يناديني , تتخلله رؤى مريبه لها بأجنحة ملائكية بيضاء لها عطر الجنه ورائحة النعيم يحملها نور مشع ليشق بها درب السماء  - ويحي - انني اهذي لابد بان مفعول البيره بدأ يتفاهم معي فمنذ رحيلك يا عزيزتي ومنذ قررت الرحيل لم يترك لها بالي مراح اصبحت هي الزاد والسلاء والثناء وبضع من دموع وصورة قديمة لك تأكلها الزمان - لا زلت على وعدي انني على استعداد ان افعل اي شيء من اجلك - حتى القتل فأن اسلب انساناً روحه من اجلك لا يقل عن تلك الايام التي كنت اهديك فيها قرطاً او سوار.


الطريق الوعرة

مملوءة بلاحزان والاشجان تخالطها العرق والدموع والتعب مجدداً ساشقى لعل شقائي يكون بهدف , انها غير سالكة ابداً صعبه ومخطورة جداً في اي لحظه قد اكون في خبر كان , وسرعان ما سيتانسى الناس من اكو و ربماً لن يطرأ لهم ان يذكروني اصلاً ,
يا لهذه الطريق أوكل من اختار الرحيل قد سلكها ؟

أم انني اسلكهاً على طريقتي الخاصه وطابعي وقدرتي على التحمل ...



المهبط


اخر المطاف زنزانة صغيره وضوء خافت يعتليها وصرير بابها لا يزال ينحت في اعماق اذني يقذفني ذلك الرجل الضخم فيها من دون حتى ان يبذل اي جهد يذكر - انه القدر - بحلة رسمية !


نهاية المطاف

اصوم عن الكلام وعن القرائه

واترك الاشجان في يد الزمان

ساترك التفكير في الاوطان

سانكر الوجدان

أحارب الاشواق بالحرمان

وارشف النسيان

وزاحفاً و سائراً وراكضاً

في مفرق النسيان , سأصبح اليوم انسان !